وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثم انظر إلى أبي لهب: عبدالعزّى بن عبدالمطلب، عمّ الرسول كيف يشتدّ على ابن أخيه، فيمعن في إيذائه، ويسدر في بغضائه، وهو الأولى بأن يكفّ عنه قوله وفعله إن فاته، أو أُعضل به أن يحميه ويرعاه. أفكان موكلاً بلسان امرأته حمّالة الحطب: أُم جميل، ينفث به سمّها الزعاف؟ أم كان حَولُ عينيه يضلّه فلا يرى سواء السبيل؟ إنّه ليترصّد النبي كلّ مرصد، ويقعد له كلّ مقعد، فلا يكاد يسمع أنّه يجالس نفراً من رجال القبائل الوافدين، يبثّ فيهم كلمات الله، حتّى ينقضّ على المجلس انقضاض باشق على عصفور، ويفضّ السامعين، يقول لهم: إنّه صابئ كاذب فلا تتّبعوه! بل كان محمد يودّ لو استخفى، فيقصد إلى الوافدين حيث نزلوا، ليبلّغهم رسالة ربّه، فما أن يفعل حتّى يكون الأحول في أعقابه، قد لحق به، كأنّما شمّ مواقع قدميه بحاسّة كلب عقور! يروي شاهد عيان: إنّي غلام شاب مع أبي بمنى، ورسول الله يقف في منازل القبائل من العرب، فيقول: «يا بني (فلان) إنّي رسول الله إليكم، آمركم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئاً، وأن تخلعوا ما تعبدون دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بي، وأن تصدّقوني وتمنعوني حتّى أُنبئ عن الله ما بعثني به». وتمضي الرواية: وخلفه رجل أحول له عذيرتان، عليه حلّة عدنية، فإذا فرغ رسول الله من قوله، قال ذلك الرجل: إنّ هذا إنّما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللاّت والعزّى من أعناقكم إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه، ولا تسمعوا منه!! يقول الغلام: فقلت لأبي من هذا الرجل الذي يتبعه، ويردّ عليه القول؟ قال: هذا عمّه عبدالعزّى بن عبدالمطلب[643].