نورها خيوط وخطوط من الظلّ كآثار لسع السياط. هنا وسوسة عاصفة، وهناك همهمة[7] إعصار. الجوّ كلّه بروق ورعود، رياح وزوابع[8]، تراب وغبار. * * * ولَّى الهدوء، أفَل الضياء. وها هي البلدة الحرام الوادعة، التي تحتضنها الجبال الخرساء، ينتهشها[9]الضجيج، وتعربد[10] فيها الضوضاء. ها هي على فُرقة من بعد وحدة، وشقاق من بعد وفاق، شطرها الاختلاف. الأحاديث فيه جلبة وقرقعة[11]، الآراء أشتات والنفوس، من وراء هذا قلقة، والعيون حيرانة. والأحداس[12] في الخواطر تضطرب وتموج، تنتشر لتنحسر[13]، وتنحسر لتنتشر، تماماً كصفحة البحر حين يبسطها المدّ، ويطويها الجزر[14]. * * *