وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

غير أنّ كلّ ما أصابته به من صغار، ما كان إلاَّ درناً[632] لها، لاصقاً بها، ومحسوباً عليها، وليس لاحقاً أثر منه يذيل برده ولا محسوباً عليه. فالخبائث من الخُبثاء، والدنايا من الأدنياء، وكلّ إناء ينضح بما فيه! أم حسبت تلكم العصبة من الطَّغام[633] أن يزعم أحد في العالمين ـ له مسكة من عقل ـ أنّها ملكت الصواب، وأُوتيت الحكمة وفصل الخطاب، وهي التي ـ وإن لم تلزم رويّة التفكير ـ لم ترع في نفسها على الأقل وقار المشيب، بل نزعت إلى ما لا يحمد عليه طفل[634] لا يفقهون، عبثهم المحبَّب تحثاء[635] التراب، وقذف الطوب؟ لكنّهم فعلوا، وكان جدّاً ـ لا لعباً ـ ما فعلوه! * * * فانظرهم، وهم غرر[636] العرب، كيف لا يعف بهم شيبهم، وارتفاع السنّ، وعلوّ الأقدار، عن التهالك على إتيان ما يُعيَّر به الصغار الأغرار! دخل محمد داره يوماً، وهو كاسف أسيف، فخفّت إليه الزهراء ومعها زينب وأم كلثوم، لتريْن ما أهمّه وأذهب عنه بسمته الحانية التي لم يكن يبخل بها عنهنّ في لقاء، لا في صباح ولا في مساء. وهالهنّ أن شهدن ما كان عليه من حزن غاضب، وقد نفر عِرفه في جبينه متحدّثاً بغيظه المكظوم. أفهكذا قد نالوا منه؟ فهل هان على الناس هذا الهوان حتّى ليمضي طريقه الطويل إلى بيته، تقتحمه