وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ليكوننّ لقوله الذي سمعت منه نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزّه عزّكم، وكنتم أسعد الناس به[625]. لكنّهم أبوا الرأي، ولجوّا في الغيّ ... فإنّها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. * * * وكذلك هم الآن. بكلّ ما جبلوا عليه من خبث السلائق، وخسّة الطباع، وفساد الأخلاق، قادهم عماهم إلى الكيد لرسول الله، والنيل منه، والتهجّم عليه. لاحقوه بالإهانة، تعقّبوه مع الليل والنهار، حيثما حلّ وأقام، أو مضى وسار، عند الكعبة، وبالأندية، وفي الأسواق، وعلى الدروب. لم يدعوا لوناً من سفه إلاَّ لطّخوه به، ولا حمقاً إلاَّ ارتكبوه، ولا فحشاً من فعل أو قول إلاَّ أصابوه به، لا يرعوون ولا ينتهون، كأنّما الفحش لهم فريضةً ونافلةً يؤدّونها عن التزام دين، أو قرابين يقدّمونها زلفى إلى الطاغوت[626]. ولقد نعلم ويعلمون أنّ الناس منذ أقدم العصور تواضعوا على أداب عامة للسلوك لا تفتك بها ضراوة عداوة، ولا يهدرها عتوّ شحناء[627]. فللخصومة حدود تنتهي حيث تبدأ إنسانية الإنسان وللحروب أعراف لا تُستباح، وإن رخصت في الوغى الدماء، وهانت الأرواح، فليس من شرف القتال ـ على سبيل التمثيل ـ التمثيل بقتيل، أو قتل أسير، أو الإجهاز على جريح، أو القضاء على الأطفال والصغار، أو انتهاك حرمة النساء، أو إهلاك سائمة، أو استئصال الشجر وإتلاف الثمار.