وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فأخرجوا المقطوعين فيه من حصارهم إلى ديارهم، وقد أمّنوا لهم طريق العودة إلى البلدة. * * * وتحوّل اتّجاه التيار، تبدّلت الأمور غير الأمور، كلّ فريق من الناس ظهر وما هيِّئ له، وعلى ما أخذ ذلك الموقف منه أو أعطاه، فكأنّ صحيفة القطيعة إذ انشقّت، تفتّق سرّها عن جندل[552] اعترض ماء جدول فغيّر مجراه. فأصحاب الشعب أجمعين استقبلوا الحرّية رافعي الرؤوس، مشدودي القامات، على ثقة وطيدة بالذات، وبجدوى الإصرار والثبات. والحرّية انتصار ... وليس شيء يضاهيها قيمة في قاموس كرامة الإنسان. الذين دخلوه منهم وهم مسلمون غادروه وإنّهم أكثر قوة شكيمة، وأعظم متانة أسر منهم في بدء الحصر، خرجوا وهم أصلب صلابةً من الصلب، أنقى نقاوةً من الذهب، أشدّ شدّةً من العذاب. صهرتهم بنارها الويلات، فخلصت نفوسهم ممّا كان عالقاً بجواهرها الفطرية من بقية خبث الجاهلية ونفاية عبث الشيطان، صقلهم الصبر، ازدادوا إيماناً على إيمان. والذين ـ عن غير هدى ـ رافقوا المؤمنين في رحلة القطيعة، استجابةً لنداء الدم، وصَغْواً[553] لصلات الرحم، وجنوحاً[554] مع العصبية، ما أن خلفوا وراءهم في الشعب المعيشة الضنك حتّى خامرهم الشعور بأنّهم يتقلّبون على الشكّ تقلّب أَرق[555] على فراش نصف حشوه شوك ونصفه الآخر حرير. والشك ـ عادةً ـ طريق المعرفة، وأحياناً خطوة إلى اليقين.