وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فيا ترى أكان خبر الأرضة قد تسرّب إلى هشام بن المغيرة ورفاقه ولمّا يفد على مجلسهم أبو طالب، فحرصوا على المبادرة إلى الدعوة لرفع الحصار؟ ربّما. أو لعلّهم شاءوا أن يسبقوا غيرهم من أساطين قومهم إلى فضل تكون لهم به منّة لدى الهاشميّين والمطلبيّين تُسجَّل بالفخر وتُذكَر على الدهر، أو لعلّهم ارتأوا أن يحفظوا على قريش ماء وجهها، فلا يتسامع العرب بأن ربّ محمد قد أكرهها على العدول عن القطيعة وهي صاغرة، وإنّما يقال: إنّها ـ تكرّماً وتفضّلاً ـ هي وحدها التي عفت، ففكّت الحصار عن رغبة واختيار. فإن لم يكن هذا ومثله، فإنّ وفود أبي طالب عليهم في ذلك الوقت، هو إذاً الصدفة التي لا يعادلها إعداد، ولا يفوقها اتّفاق. * * * ونشطت إلى الكعبة الجموع كسيل هدّار، استبقوا إلى حيث الصحيفة المعلّقة بسترها، ليستوضحوا حديث شيخ بني هاشم عنها، وما في أخلادهم إلاَّ أنّه حديث خرافة، ومحض هراء[548] أو ادّعاء. وما يضيرهم لو شقّوها؟ لسوف يجدونها على نفس هيئتها من بضع سنين، لسوف تكون الدليل الذي لا يستطيع أن يدحضه أو يماري فيه أحد من المحصورين أو غير المحصورين، لسوف تسفر عن تسليم محمد، فيقتلوه وينفضوا أيديهم من نزاع مشى بينهم بالفرقة، فبعضهم لبعض عدوّ، وبعضهم لبعض ظهير. وكان الخمسة في مقدّمة السيل. وانبرى من بينهم المطعم بن عدي فاقتطف الصحيفة كما يقتطف ثمرةً من غصن شجرة، ثم رفعها للأشهاد ثم بسطها بين يديه.