وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واخترق عليهم نديهم، ثابت الخطى، صلب الأسارير، فلمّا وقف على رؤوس أشرافهم أدار فيهم نظرةً صارمةً، ثم رماهم بالخبر اليقين الذي لا يحسب أحد أنّ غيره كان أحرى بأن يخرم منهم المسامع ويرجّ الأفهام، ويدمّر إنكار كلّ منكر وريبة كلّ مستريب. قال لهم بنبرات قاطعة كالسيوف: يا قوم، إنَّ ابن أخي أخبرني أنَّ الله سلّط على صحيفتكم الأرضة، فلحست ما كان فيها من جور وظلم وقطيعة رحم، وبقي فيها ما ذكر به اسم الله. فهل أحالتهم كلماته أصناماً منصوبة؟ بغتتهم الدهشة، على معاطسهم[545] جمدت الأنفاس، بشفتيه لصقت أعينهم، لايتحرّك فيها إنسان، ولا يطرف لها هدب، ولا يهتزّ حملاق[546] كأنّما شلّت منهم الجفون. من وجوههم غاض اللون، فانساخت بها الملامح، وتداخلت معالمها، وقد كساها شحوب بدت به كصُحُف بيضاء لم يخطّ فيها يراع. وأكمل الشيخ يقول: فإن كان ابن أخي صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم، وإن كان كاذباً دفعته إليكم فقتلتموه أو استحييتموه. فهل من تحدٍّ كهذا التحدّي يغلق باب المكابرة والعناد؟ هل من نَصَفَة كدعوته أحقّ بالنظر والقبول؟ وظلّوا هنيهة واجمين[547]، ماذا عساهم يقولون؟ أم كيف يحارون؟ لكنّ صوت أحد الخمسة نطق بالرضا أو أعلن التسليم، قال يجيب: قد أنصفتنا. وتابعه على رأيه الأكثرون. * * *