وضاق به القوم، ومقتوه. ذات يوم، قبيل الرسالة، لقيه محمد وسأله: يا عم، ما لي أرى قومك قد أبغضوك؟ فأجاب: أما والله لغير ثائرة منّي، ولكنّني أراهم على ضلالة. * * * وَرَقَة بن نَوْفَل[458] وكان وَرَقة بن نوفل، وهو رفيق رأيه، يناصره ويعمل ما وسعه على تثبيته، كتثبيته ـ من بعد سنين ـ بلال بن رباح حينما راح المشركون يفتنون في تعذيبه ليحملوه على الشرك بالله. أُثر عنه أنّه أنشد شعراً في زيد: رَشَدتَ وأنعمتَ ابن عمرو وإنّما *** تجنّبت تنّوراً من النارِ حاميا بدينكَ ربّاً ليسَ ربٌّ كمَثلِهِ *** وتركِكَ جنّان الجبال كَمَا هيا أقولُ إذا ما زرتُ أرضاً مخُوفةً *** حنانيك لا تُظهر عَليَّ الأعاديا حنانيك أنّ الجنّ كانت رجاءَهُم *** وأنت إلهي ربّنا ورجائيا أَدينُ لربٍّ يستجيبُ، ولا أرى *** أَدينُ لمن لا يسمعُ الدهرَ واعيا[459] وليس هذا بما ينكر من ورَقَة، إذ كان صاحب رأي في دين قريش، لم يكن يخفيه وإن كان ليسوقه في ترفّق النصح، لا في عنف الإزراء. ذكر أيضاً أنّه قال: لَقَد نَصحتُ لأقوام وقلتُ لهم: *** أنَا النذير فلا يَغرُركم أحد لا تعبدوه إلهاً غير خالقكم *** فإن دعوكم، فقولوا: بيننا حدد