وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اللوحة السادسة الموحّدون أن يختلف الأسوياء من الناس على المعقولات فإنّه أمر نسبي، مبرَّر ومقبول، لا يضير العقول، ذلك لأنّه اختلاف طبيعي، يجيء نتيجة لمدى إحاطتهم بالأمور، أو لتباينهم في الإدراك، أو لتفاوتهم في درجات التقدير. لكنّهم لا يختلفون على المحسوسات وإن لم يكونوا من حدّة حواسهم على درجة سواء، ذلك لأنّ الحواس بعضها لبعض ظهير، بل بعضها عن بعضها عوض وبديل. فالذي لا يسمع لا يصعب عليه معرفة ما يقال، بأن يطالع بنظره ما ينطبع من انفعالات على ملامح الوجوه، وبأن يتابع الكلمات والمعاني في حركة الشفاه ... والذي لا يبصر يستطيع أن يشهد بالسمع ما تعجز عن مشاهدته عيناه، فليست العين هي التي ترى، وليست الأُذن هي التي تسمع، ولكنّهما أداتان لنقل المرائي والمسموعات إلى الأعصاب البصرية والسمعية في المخّ، حيث تترجم إلى مشاهد وأصوات. وليس من العجائب في شيء أنّ أفراداً مصابين بالعمى والبكم والصمم قد استطاعوا عن طريق التدرّب على استقراء الأعصاب أن يعيشوا حياتهم العادية كغيرهم ممّن لم يفقدوا ما فقدوه من حواس.