وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

استجاب، قال لابنيه: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد. ووقع الولدان في الشرك الذي نسجته الأُم الحاقدة، ونصبه الأب الضالّ. بل إنّ مغالاة المرأة في السفه والضغن والعداء قد طبعت بطابعها عتيبة، فإذا هو يمعن في الخسّة إلى أبعد الحدود حتّى لأخذه الصلف، فقال: والله لآتينّ محمداً فلأوذينّه. وعاج عن طريقه، وهو ماض إلى الشام، فقابل الرسول، وسبّه سبّاً قبيحاً، ثم بصق عليه! ولم يردّ له النبي الصاع بالصاع، وإنّما دعا الله: «اللّهم سلِّط عليه كلباً من كلابك» ووجم الذين سمعوه، فاللعنة لابدّ ستطارد الغلام، وخشي أبو لهب هذه الدعوة على فتاه، فلمّا أن رحلوا إلى دار الغربة، وآن لهم أن يستريحوا ببعض الطريق، نادى في أهل قافلته: أعينونا يا معشر قريش، فإنّي أخاف على ابني دعوة محمد. فأعانوه، فرشوا لعتيبة، ثم بسطوا حوله فرشهم، ثم أناخوا إبلهم حلقةً تحيط به وبهم كالسور. لكنّ الفتى لم يغنِ عنه ما فعلوه، لم يصبح عليه الصباح، من دون الجميع عمد إليه في جُنّته تلك سبع فلاة، وضربه ضربةً فضخت رأسه، وألقت به في الجحيم[428]. * * * لكن حمّالة الحطب لم تعتبر، ظلّت وما هي عليه من حقد وبغضاء وسفاهة. ولم يعتبر أيضاً سواها من أعداء الله، الأُلى تمادوا في ملاحقة النبي بطغواهم، وإن أثبتت الأيام ألاّ عقبى لسلوكهم المتحيّف[429] الجهول إلاّ الوبال، لم يفيدوا من تجاربهم. قالت ابنة للحكم بن أبي العاص لأبيها تلومه: ما رأيت قوماً كانوا أسوأ رأياً