وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أم لم يأتهم نبأ ابن الهيّبان؟ إنّه يهودي من أهل الشام، روى قصّته شيخ من بني قُرَيْظَة بيثرب، قال: قدم علينا قبل الإسلام بسنين، فحلّ بين أظهرنا، فوالله ما رأينا رجلاً قطّ خيراً منه. فكنّا إذا أقحط المطر أتيناه ليستقي لنا، فيقول: لا والله حتّى تقدّموا بين يدي نجواكم صدقة، فكنّا نخرج الصدقة: صاعاً من تمر ومُدَّيْن من شعير، فيمضي بنا إلى ظاهر حرتنا فيستقي لنا، فوالله ما يبرح محلّه حتّى يمرّ السحاب، ويسقينا الله يقول الراوية: فلمّا حضرته الوفاة، وعرف أنّه ميت، نادى فينا: يا معشر يهود، ما ترونه أخرجني من أهل الخمر إلى أرض البؤس والجوع؟ قلنا: أنت أعلم. قال: إنّما قدمت هذه الأرض أتوقّع خروج نبي قد أطلّ زمانه، وهذه البلدة مهاجره، وكنت أرجو أن يبعث فأتّبعه، فلا تُسبَقُنّ إليه يا معشر يهود[395]. فكم هي الأُلى بينهم صدّقوه؟ * * * لكنّ قريشاً طوت كشحاً عن كلّ تلك الأنباء، ونبت كلّ النبو بما جاءها على ألسنة أولئك وأمثالهم من الأحبار والرهبان وغيرهم من ذوي المعرفة والصفاء النفسي، الذين دلّهم علمهم بالصحف الأُولى، وغوصهم في آثار الأقدمين، واستجلاؤهم خبايا الأيام ـ من خلال رهف الحسّ، ونقاوة السلائق ـ على مبعث الرسول. لقد تواردت عليهم تلكم الأخبار في ذلك الأوان، وكانوا لوقوع ما تومئ إليه من الأحداث ناظرين. فإن يكونوا جهلوها فهذا هو المحال، أو يكونوا علموها وآثروا كتمانها، فلماذا