وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

التي كانت تفرض ضرورة التغيير، فما كان العالم عندئذ ولا كانوا إلاّ بمرحلة توقّع وانتظار. ولا كان وكانوا بأحوج إلى دين يصلح شأن البشرية، ويحرّر الإنسان من الهوان والطغيان، كمثل حاجتهم إليه في ذلك الأوان. فمتى يجيء؟ ونشط كلٌّ لما هيّء له: الكهّان جرّدوا كهانتهم أداة كشّافة يشيمون بها الغد المجهول، عسى أن يدلّهم على هذا الدين، وعلى المبعوث به للعالمين، العرّافون راحوا يقلّبون الماضي وينظرون في النجوم، الحكماء أكبّوا على البحث والتحقيق. الشعور بالنهم الروحي غدا قوةً جارفةً، حملت المتبتّلين والمتحنّثين على استطلاع الأسفار، واستنباء آثار السابقين، وتأمّل الآيات الكونية، واستجلاء البصيرة والوجدان، لعلّهم برهف الأحاسيس وشفيف النفوس يصلون إلى معرفة المعبود الحقّ، ومعرفة عبادته كيف ينبغي أن تكون. فهل غاب هذا كلّه عن بصيرة أهل حرم الله الذي كان أول بيت وضع للناس، ورفع قواعده جدّهم الأعلى إبراهيم وأبوهم إسماعيل؟ ما غاب، وما كان ليغيب. وإنّ منهم لمن عرف بأمر أولئك المتشيّمين[389] والباحثين والعابدين، ومنهم من سمع طائفةً عارفةً تؤمن بما تقول، تطلع على ملأ الناس تنذر وتحذّر، وهي تدعوهم جهرةً إلى الرجوع عن ديجور[390] الشرك، واللجوء إلى أنوار الحقيقة الواحدة الواجبة الوجود. ومنهم من أدركهم، ومنهم من كان لهم ببعضهم لقاءات، إنّهم سمعوا ورأوا ... ولا جدال، وتحدّثوا في المجالس، وفي الروحات والغدوات، بهذا المسموع المرئي، آناً