وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فحسر الشيخ عن الجواب، ودعاه محمد إلى الإسلام: «يا حصين، أسلم تسلم» فأحنى الرجل رأسه، يتفكّر ويمعن التفكير. وهل هي إلاّ دعوة إلى العودة للفطرة النقية التي فطر الله عليها الإنسان؟ هل هي إلاّ تحرير للعقل البشري من حبائل الشرك، وتسام به أن تمتهنه طقوس مبتدعة أفرزها الزيغ، وزيّنها الجهل، وبثّ بذورها الخبيثة في الأخلاد هوس الأنفس السوء وتهاويل الأباطيل؟ هل هي إلاّ كلمة حقٍّ، خفيفة على القلب، خفيفة على اللسان، ينطقها فيكون في المهتدين؟ ورفع حصين عينه إلى النبي بعد قليل، وإنّه ليشعر أنّ صدره قد انشرح، وقلبه قد خشع، وكيانه كلّه يسبح في النور ... ثم تشهّد: «لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله». لكنّ قومه بالباب، ما أن خرج إليهم حتّى أنكروه، فلقد عاد من سفارته بسمت غير ذلك الذي عرفوه، وحدّثهم خبره، فإذا هم منه ينفرون. أبوا أن يسمعوا له، أخذهم صلف الكفر، وعناد الاستكبار، ملكهم العنت، واستبدّ بهم تراث ماضيهم الوبيء[381]، فارتجوا مسالك التفكير، وتفرّقوا عنه وهم عليه زارون. كانوا يردّدون: صبأ[382] حصين! صبأ حصين! وكان في عيونهم غضب عاصف، وفي قلوبهم غلّ مجنون، وفي وفاضهم[383] خسار وبوار.