وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

رأت الأمر أبلج[355] كوضح الصبح، مسفراً عن سرّه المكين، رأي يقين. * * * حدث هذا ذات فجر في رمضان، عند ذاك كان أبوها قد قفل راجعاً من الغار، على غير معهود عادته، برح[356] خلوته، في تلك الآونة المبكّرة من يقظة النهار، بدا بخلاف المألوف، لاح شاحب اللون، واجف القلب، مضطرب النظرة، قلق الخطوة، راجف الأوصال. لقد فَجَأَهُ في الجبل من وحي السماء ما لم يخطر بباله قطّ أنّ هكذا يجيئه أو يكون، فإذا كيانه يتزلزل، وإذا ثباته يتقلقل، وإذا هدوؤه يرتجّ، وإذا فكره يتبلبل، وإذا شعوره الوطيد بالأمان يتسرّب من كلّ ذرّة فيه كما يتسرّب من بين الأصابع الماء. أفحقّ هذا الذي سمعه ورآه؟ أم هو أضاليل أوهام؟ أم هذيان محموم، وما ثمّة حمىً لا سورة سقام؟ أم عبث شيطان؟ أم رؤىً من الجانّ؟ وفر منه قراره النفسي، كما عبث ببدنه الاضطراب، وملك عليه قلقه آفاق التفكير. * * * وغرق في حيرة سحيقة الأغوار. ولكنّ صدر خديجة: زوجه العطوف، تلقاه بكلّ ما يضمّ من رعاية ورفق، وحبّ صدر أُمٍّ رؤوم[357].