وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الشبه النفسي بين «فاطمة» و«علي» كان أدنى موارده جدّهما «عبدالمطلب» كبير قريش وسيّد الهاشميّين، إن يكونا تألّقا بنور الكرامة فبعض ذلك النور انحدر إليهما من ذلك الشيخ المتألّه الحنّان. أم من ذا ينكر على «أبي الحارث» أن قد أودعه الله من فضله ما لم يكد يودع سواه من رفاق؟ من الذي في الناس يجهل ما كانت عليه نفسه من صفاء وحسٍّ رهيف شفيف[279]؟ من الأُلى[280] بين قومه لم يخيّروا فيه سليقة نقية، حلاّه طهرها بكلّ رفيع وجليل من الشيم والخصال؟ فكأنّ هذا الذي أنعم به عليه ربّه يمثّل فاتحةً لانطلاق من بعد على الطريق إلى الله، كأنّه تسبيب يناسب موازين المعقولات ـ دع عنك انجاز الغيبيّات ـ يؤكّد أنّ لكلّ نتيجة مقدمة، ولكلّ معلول علّة، فإذا الخير المرتقب في الصغير إن هو إلاّ ثمرة طيّبة لبذرة طيّبة قد غُرست في كيان الأجداد، فلا الأمر خبطة عشواء، ولا هو أتى من فراغ. كأنّه إشارة من القدر بليغة، تومئ ـ من خلال فضائل الشيخ الوقور ـ إلى ذخر فضائل حفيده المختار لتبليغ الرسالة الربانية التي ستهدي العالمين للتي هي أقوم، وتنتشل البشرية من وهدة[281] الغيّ والظلام. كأنّه بصيص[282]، يعلن عن وضاءة خِلالِ[283] الوليد المنتجب ونقاوة سجاياه، التي أجملها الله سبحانه في كريم نطقه، فوصفه بأن قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُق عَظِيم)[284].