أعلامها على جبال الهمالايا في وسط آسيا»[1]و[2]. الظاهرة الثالثة: أنّ العديد من علماء الإسلام المصريّين ـ وخصوصاً كبار شخصيات جامعة الأزهر الشريف ـ لم يقتصروا على إبراز حبّهم وودّهم لأهل البيت (عليهم السلام) في محاضراتهم وخطبهم ومحافلهم العلمية، بل نجدهم منفتحين بعقلية طلاّب الحقّ على علوم مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) في المطارحات والمناقشات العلمية، ولعلّ أبرز مصاديق ذلك هو مطارحات إمام الأزهر الأكبر: العلاّمة الشيخ عبد الحليم البشري مع العلاّمة الحجّة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي فيما اشتهر بعد ذلك بــ «المراجعات». وقد وفّقني الله سبحانه لأن أشرع بهذا العمل المهمّ، فقمت بجمع الكتب التاريخية، قديمها وحديثها، التي ألّفها ونشرها كبار علماء الأزهر الشريف، والباحثون والمؤرّخون المصريّون، فاكتشفت أنّ جلّ هذه الكتب تظهر مدى حبّ أهل البيت (عليهم السلام) وودّهم عند المصريّين بصفة عامة، ولم يقف التنوّع المذهبي الفقهي عقبة أمام ذلك، بل كثيراً ما كان يكشف عن مدى القرب من أهل البيت سلام الله عليهم ومدرستهم المباركة، وقد كرّر لي بعض كبار رجالات الدين والسياسة في مصر عند لقائي بهم مقولتهم عن علاقة أهل مصر بأهل البيت (عليهم السلام)، وهي: «إنّ شعب مصر شيعي الهوى وسنّي المذهب»[3]، وهكذا هو فعلاً فيما سمعناه ورأيناه. وبعد تجميعي لهذه الكتب التي بلغت العشرات، جاءتني فكرة أُخرى، وهي أن أعدّ كتاباً جامعاً أو سلسلة كتب متكاملة باللغة العربية، يكون مخاطبوها كلّ الشيعة وغير الشيعة، ومن ثم تترجم إلى اللغة الفارسية والإنجليزية وإلى اللغات الحيّة الأُخرى.