وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جميعاً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أنوار، وما أخذوا عنه من شتّى الفضائل والمكرمات. ولعلّ والدها تنبّأ لها بأنّها سيكون لها شأن عظيم بين الصالحين والصالحات، فقد بدأت في سنّ مبكرة في تلاوة القرآن الكريم بمفردها، ثم عملت على حفظه حتى تمّ لها ذلك في خلال سنة واحدة فقط. أمّا العبادات المفروضة فقد أُثر عنها رضي الله عنها أنّها كانت تؤدّي الصلوات الخمس بانتظام مع والديها في المسجد الحرام وهي في السادسة من عمرها[343]. ونشأت كذلك آية من آيات الله تعالى في قوة الذاكرة والحافظة، صفاء نفس ونقاء حدس، فكان طبيعياً أن تتّجه بكلّ قواها إلى كتاب الله الكريم، فألمّت بتفسيره وتأويله، فاستجلت غوامضه، وخاضت عبابه. وأخذت وهي تنمو جسماً وعقلاً وروحاً، تقوم الليل وتصوم النهار، وتمعن في العبادة والدراسة، فاتّجهت بكلّ روحها إلى دراسة حديث جدّها، فروت منه عن أبيها وآل بيتها وعلماء عصرها، وأخذت بحظّ وافر من الفقه والعلم، ومن هنا جاء اللقب الذي اشتهرت به: «نفيسة العلم». شغفت بحديث جدّها المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وروت من الحديث والآثار الكثيرة من أبيها وآل بيتها وعلماء عصرها، وبخاصّة الإمام مالك بن أنس (رضي الله عنه) بالمدينة، وكان من عادته أن يتصدّر مجالس العلم وفي يمينه موطّؤه، وحوله العلماء وطلاّب العلم وفدوا عليه من سائر الأقطار الإسلامية، وهو ينشر العلم في أرجاء المدينة، ومن أرجائها ينساب إلى آفاق العالم المتعطّش له، وكانت أحاديث الإمام مالك علنية، وكانت أصداؤها لتصل إلى السيدة نفيسة، فتأخذ ما تضيفه إلى ما جاءت به من مكة من سائر علوم القرآن والحديث، وقد سمع عنها الحديث كثير من علماء مصر والراحلين اليها.