فيقول: إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «مناولة المسكين تقي ميتة السوء»[337]. وكان قبالة تلك الدار في الغرب دار الحسن بن زيد، وهو أطمّ، كان الحسن قد ابتاعه فخاصمه فيه أبو عوف النجاري، فهدمه الحسن فجعله داراً مشيّدة البنيان، عالية الأركان، تحوطها الكرامة، ويرفرف عليها الشرف والجلالة. وبزواج السيد إسحاق من السيدة نفيسة، اجتمع في بيتها نوران، نور الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، فالسيدة نفيسة جدّها الإمام الحسن، والسيد إسحاق جدّه الإمام الحسين، لأنّ إسحاق المؤتمن هو ابن الإمام جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي زين العابدين ابن أبي الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، وأُمه «حميدة البربرية» وهي أُم اخوته موسى الإمام ومحمد وفاطمة الكبرى رضي الله عنهم جميعاً. وكان إسحاق من أهل الفضل والاجتهاد، والورع والصلاح. روى عنه الكثير من الناس الحديث والآثار، وكان كاسب: يعقوب بن حميد بن كاسب المدني ـ وينسب إلى جدّه إذا ما حدّث عن إسحاق ـ يقول: حدثني الثقة الرضا، إسحاق بن جعفر. وناهيك بابن كاسب، فقد كان محدّثاً ثقةً، مأموناً صادقاً[338]. وفي عمدة الطالب: وأمّا إسحاق بن جعفر الصادق، ويكنّى أبا محمد، ويلقَّب بالمؤتمن، فقد ولد بالعريض، وهو واد بالمدينة، وكان من أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان محدّثاً جليلاً، وكان سفيان بن عيينة شيخ الإمام الشافعي رضي الله عنهما إذا ما روى عنه يقول: حدّثني الثقة الرضا إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم. وهو أقلّ المعقّبين من ولد جعفر الصادق عدداً، إذ أعقب ثلاثة رجال: محمداً والحسن والحسين، وتُعرف ذرّيته بالاسحاقيّين[339].