مصر القديمة، ثم يتّجه شمالاً حتّى حي غمرة، ولمّا ردم في عام 1898م سار فيه الترام بدءاً من عام 1901م. وعند بدء عمليات توسيع ذلك الميدان، اكتشف رجال الآثار واجهة زاوية وضريح السيدة زينب الذي كان قد أقامه من قبل الوالي العثماني علي باشا الوزير في عام 951 هـ /1547م، ثم أعاد تجديده الأمير عبدالرحمن كتخدا عام 1174 هـ /1761م، ثم ظهرت به بعد ذلك عيوب، فشرع في هدمه وبنائه عثمان بك المعروف بالطنبورجي المرادي عام 1212 هـ /1798م، وتوقّف البناء بمجيء الحملة الفرنسية حتّى أكمله محمد خسرو باشا عام 1217 هـ /1802م. ثم جدِّد بعد ذلك على يد السيد أحمد المحروقي، ثم شرع عباس باشا في تجديده وتوسيعه ووضع أساسه في عام 1270 هـ /1854م، ولكنّه توفّي قبل إتمامه، فأجرى هذا التجديد سعيد باشا ناظر الأوقاف في ذلك الوقت، وأدخل فيه الردهة البحرية التي بها ضريح الشيخ محمد العتريس أخي سيدي إبراهيم الدسوقي، والشيخ عبدالرحمن الحسيني العلوي العيدروسي التريمي المتوفّى في عام 1192 هـ /1758م، كما بنى حول الجامع سوراً من الحديد، وبعد ذلك أمر الخديوي توفيق بهدم المسجد دون الضريح، وبناه من جديد، وأدخل فيه الرحاب التي حوله، وانتهى البناء في عام 1305 هـ /1888م[306]. وقد أراد الخديوي اسماعيل إنشاء عدّة شوارع يكون مركزها جامع السيدة زينب وضريحها، وذلك للمحافظة على الصحّة العامة. وكان أحدها من ميدان السيدة إلى بركة الفيل إلى شارع محمد علي. كما ذكر المورّخ علي باشا مبارك في كتابه «الخطط التوفيقية» عن ذلك المسجد والضريح، فقال: وفي سنة ستّ وثمانين ومائتين وألف، عندما كنت ناظراً على ديوان الأوقاف، وكان يلصق بمسجد السيدة