الإمام علي بن أبي طالب ابنتها الأولى فسمّاها زينب، وقد نشأت هذه الطفلة ـ السيدة زينب ـ تحوطها رعاية جدّها العظيم حتّى لقي ربّه. ولمّا شارفت السيدة زينب ابنة الإمام علي على الزواج، اختار لها أبوها ابن عمها عبدالله بن جعفر، وأنجبت من زوجها عبدالله بن جعفر ثلاثة بنين، هم: جعفر، وعون، وعلي... وكذلك أنجبت بنتين، هما: أم كلثوم، وأم عبدالله. كما ذكرت هذه المصادر أنّ زوجها ربّما تزوّج من غيرها في حياتها، حيث تفرّغت هي لرعاية إخوتها من بعد مقتل أبيها[303]. وقد عاصرت السيدة زينب عدّة أحداث سياسية عصفت بأهل بيتها، بدءاً بوالدها الإمام علي، ومروراً بأخويها الحسن والحسين، كما شهدت كذلك معركة كربلاء التي قُتل بها أخوها الحسين، وقد سيقت بعد هذه المعركة مع الأسرى والسبايا حيث مقرّ البصرة عبيدالله بن زياد التابع ليزيد بن معاوية، ثم سيقت السيدة زينب بعد ذلك مع هؤلاء الأسرى إلى دمشق، وفي مقدّمة الركب رأس الإمام الحسين (رضي الله عنه)، ثم أمرها يزيد بن معاوية باختيار مكان إقامتها، ففضّلت العودة إلى المدينة المنوّرة، وكان وجودها هناك دافعاً لاشتعال الثورة ضدّ بني أُمية، ممّا جعل والي المدينة المنوّرة يجبرها على الرحيل خوفاً من زيادة هذه الثورة، فاختارت مصر، للإقامة بها حتّى يوم رحيلها. علمها وصفاتها لم تكن هذه السيدة الشريفة... ببعيدة عن بيت العلم والمعرفة والأخلاق، إلى جانب تحلّيها بصفات الشجاعة والإقدام، وحسن الاختيار، ذلك لأنّها قد تربّت في بيت كان كلّه علماً، ووالدها الإمام الكبير علي بن أبي طالب كم هو معروف بالعلم