نشير إلى السيدة زينب، كبرى بنات رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله). ومن أهمّ ما ذكرته كتب التاريخ والسيرة عن هذه السيدة العظيمة: أنّها ولدت بمكة المكرمة قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، أي: قبل بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله) بعشر سنوات، وكان عمر والدها (صلى الله عليه وآله) آنذاك ثلاثين عاماً. والسيدة زينب هي الابنة الكبرى للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) من زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، وقد زوّجها النبي (صلى الله عليه وآله) لابن خالتها هالة بنت خويلد: العاص بن الربيع، قبل ظهور الإسلام[301]. ولمّا بُعث النبي (صلى الله عليه وآله) طلبت السيدة زينب من زوجها العاص بن الربيع أن يسلم، فرفض، ولذلك طلِّقت منه، وظلّ على دين آبائه حتّى العام السابع من الهجرة، حين أسلم وآمن بالإسلام، عندئذ ردِّت إليه زوجته السيدة زينب، وكان قد رزق منها بطفلتين[302]، إلاّ أنّه وبعد عام واحد من عودتها إلى زوجها من بعد إسلامه فرّق بينهما الموت، ودُفنت بالبقيع. وهناك بعض الروايات التاريخية التي أشارت إلى أنّ السيدة زينب ابنة رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله) قد ماتت في حادث عرض، وقد نقلت بعض هذه الروايات الدكتورة سعاد ماهر، وممّا أشارت إليه في هذا السياق قولها في مطلع حديثها عن السيدة ابنة الإمام علي (رضي الله عنه): ولدت السيدة زينب ابنة الإمام علي في السنة السادسة للهجرة في بيت النبوة بالمدينة المنوّرة، فباركها جدّها النبي (صلى الله عليه وآله) واختار لها اسم زينب إحياءً لذكرى ابنته التي تُوفيت في السنة الثانية للهجرة متأثّرة بجراحها، فقد لقيت أحد المشركين بعد غزوة بدر وهي في طريقها إلى المدينة، فنخسها في بطنها وكانت حاملاً، فأسقط حملها وماتت. وظلّ الرسول (صلى الله عليه وآله) حزيناً حتّى ولدت أُختها الزهراء «فاطمة الزهراء» زوجة