أمّا عن رأس الحسين ـ والتي ارتبطت بضريحه الموجود الآن بالقاهرة ـ فقد كثرت فيه الأقوال وتضاربت الآراء[172]، واختلفت الروايات وكتب السيرة في تحديد مكان تواجده... ولسوف نسوق بعض هذه الأماكن التي ذكرت في هذا السياق، ثم نتوقّف كثيراً أمام قبره وضريحه الموجود الآن بالقاهرة بحي الحسين، والمجاور للأزهر الشريف. وممّا قيل عن ذلك: إنّ رأس الحسين (رضي الله عنه) قد دفنت في عدة أماكن قبل مقدمها إلى القاهرة. وقد ذكر ذلك كلٌّ من الأثري حسن عبدالوهاب، والدكتورة سعاد ماهر، وآخرين. ومن الأماكن التي ذُكرت بخصوص رأس الحسين: أنّها دفنت مع جسده في كربلاء، إذ أنّه أُعيد إلى جسده الطاهر بعد أربعين يوماً من موته، ثم قيل: إنّه دُفن في المدينة المنوّرة. وقد ذكر ذلك ابن سعد في طبقاته والبخاري في تاريخه، حيث ذكرا: أنّ رأس الحسين حُمل إلى المدينة ودُفن بها في البقيع عند قبر أمه رضي الله عنها. أمّا طائفة الشيعة الإسماعيلية فقد ذكروا: أنّ رأس الإمام الحسين تمّ دفنها في مدينة دمشق وجاء في المقريزي[173]: «مكث الرأس مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام، ثم أُنزل في خزائن السلاح حتّى ولي سليمان بن عبدالملك، فبعث فجيء به وقد صار عظماً أبيض، فجعله في سفط، وطيّبه وجعل عليه ثوباً ودفنه في مقابر المسلمين». كما أنّ هناك أقوالاً أخرى ضعيفة تقول بوجود الرأس في «حلب»، وأنّ الرأس مدفون في حلب في وسط جبل جوشن، وقد بنى عليه الملك الصالح ابن الملك العادل نور الدين، ولكنّه لم يذكر متى وكيف جيء بالرأس الشريف إلى هناك؟!