وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

سواء فيما يتعلّق بمبانيه الفخمة، أو قوانينه ونظمه ومناهج الدراسة فيه، قد دلَّني على المقدار العظيم الذي يتمتَّع به الشيخ الأكبر من التفكير العلمي ورجاحة العقل. وقد أقام فضيلته الدليل الواضح للمسلمين ولعلمائهم على مكانة الأزهر العلمية، وعلى انتاج الأزهر العلمي في هذا العصر الحديث، وأثره العظيم في تحقيق الوحدة الإسلامية. ودلَّ بحقّ على أنّه جدير بأن يُلقَّب بشيخ الإسلام والمسلمين، وجدير بهذا المعهد أنْ يكون على رأسه شيخ جليل مثله، يسير به في الطريق المؤدّية إلى الغاية التي يطلبها أهله وسائر المسلمين في أقطار الأرض، بل يطلبها معهم سائر الشرقيّين الذين يعتزّون بأقدم جامعة لهم في الشرق بعد جامعة النجف الأشرف. وفي الختام اُشارك فضيلة الأستاذ الأكبر في تمنّياته أن يزور فضيلته وبعض علماء الأزهر معهد النجف الأشرف، بل أعدّ هذه الزيارة من أسعد الفرص لنا ولمعهدنا، ولاشكَّ في أنّ الرابطة بين أهل العلم الواحد واجب من أقدس الواجبات التي يجب أن تتوثَّق بين علماء الإسلام ومذاهبه وفرقه، فإنَّ العلم رحم بين أهله، ومن المأمول في علماء الدين الحنيف أن يستقصوا أحوال الشعوب الإسلامية، وأن يقفوا على جليّة ما هي عليه من خير أو شرٍّ في كلّ لحظة; ليبصّروها في سبيلها، ويبعثوا في صدورها الهمم والغيرة، ويتقدَّموا لها بالدفاع والاحتجاج حتى يجمعوا كلمتها، ويوحّدوا شعورها وصفوفها، وينالوا ثقتها ـ ومن لم يهتَّم في شؤون المسلمين فليس منهم ـ وأن يدفعوا عن الدين بأموالهم وأنفسهم، وأن ينفروا خفافاً وثقالاً، ينشرونه في البلاد، وينصرونه، ويدفعون عنه افتراء المفترين في جميع الجهات; ليعزَّهم الله وينصرهم ويثبِّت أقدامهم: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الاَْرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا)[26]. والسلام عليكم ورحمة الله. وقد صفَّق الحاضرون لهذه الكلمة الجامعة.