رهبانية، ورهبانية أُمّتي الرباط في نحور العدوّ».[106] (63) أسباب نزول الآيات: قال المفسّرون: جلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً، فذكَّر الناس ووصف القيامة، ولم يزدهم على التخويف، فرقّ الناس وبكوا، فاجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون الجمحي، وهم: أبو بكر الصدّيق، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله ابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وأبو ذرّ الغفاري، وسالم مولى أبي حذيفة، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي، ومعقل بن مضر.[107]و اتّفقوا على أن يصوموا النهار، ويقوموا الليل، ولا يناموا على الفرش، ولا يأكلوا اللحم ولا الودك[108] ويترهّبوا، ويجبّوا المذاكير، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجمعهم، فقال: « ألم أُنبّأ أنّكم اتّفقتم على كذا وكذا»؟ فقالوا: بلى، يا رسول الله، وما أردنا إلاّ الخير، فقال: «إني لم أُومر بذلك»... ثمّ خرج إلى الناس وخطبهم، فقال: «ما بال أقوام حرّموا النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات الدنيا، أما إنّي لست آمركم أن تكونوا قسّيسين ولا رهباناً، فإنّه ليس في ديني ترك اللحم والنساء ولا اتّخاذ الصوامع، وإنّ سياحة أُمّتي الصوم، ورهبانيتها الجهاد».[109] (64) الجهاد: عن أنس بن مالك، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «إنّ لكلّ أُمّة رهبانية، ورهبانية هذه الأُمّة الجهاد في سبيل الله».[110] عن طريق الإماميّة: (65) الأمالي: عن أنس بن مالك، قال: توفّي ابن لعثمان بن مظعون، فاشتدّ