بدر قال (النبي (صلى الله عليه وآله)): «ما ترون في هؤلاء الأُسارى»؟ فقال أبو بكر (رضي الله عنه): يا نبي الله، بنو العمّ والعشيرة والأخوان، غير أنّا نأخذ منهم الفداء; ليكون لنا قوّة على المشركين، وعسى الله (عزّ وجلّ) أن يهديهم إلى الإسلام، ويكونوا لنا عضداً. قال: «فماذا ترى يا بن الخطّاب»؟ قلت: يا نبي الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكن هؤلاء أئمّة الكفر وصناديدهم، فقرّبهم واضرب أعناقهم. قال: فهوى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال أبو بكر، ولم يهوَ ما قلت أنا، فأخذ منهم الفداء. فلمّا أصبحت غدوت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإذا هو وأبو بكر قاعدان يبكيان! فقلت: يا نبي الله، أخبرني من أيّ شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإلاّ تباكيت لبكائكما؟ قال: «الذي عرض على أصحابك لقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة»، وشجرة قريبة حينئذ، فأنزل الله (عزّ وجلّ): (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة) الآية.[1011] عن طريق الإماميّة: (866) الكافي: عن طلحة بن زيد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «كان أبي (عليه السلام) يقول: إنّ للحرب حكمين إذا كانت الحرب قائمة لم تضع أوزارها ولم يثخن أهلها، فكلّ أسير أُخذ في تلك الحال، فإنّ الإمام فيه بالخيار: إن شاء ضرب عنقه، وإن شاء قطع يده ورجله من خلاف بغير حسم، وتركه يتشحّط في دمه حتّى يموت، وهو قول الله: (إنّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) [1012] إلاّ ترى أنّ المخيّر الذي خيّر الله الإمام على