ولا يقاربه شيء».[49] عن طريق الإماميّة: (13) تهذيب الأحكام: عن أبي عبد الرحمان السلمي، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إنّ الجهاد باب فتحه الله لخاصّة أوليائه وسوّغهم كرامة منه لهم ونعمة ذخرها، والجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة وحصنه الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب المذلّة وشملة البلاء، وفارق الرخاء، وضرب على قلبه بالأشباه، وديث بالصغار والقماء[50]، وسيم الخسف، ومنع النصف، وأُديل الحقّ منه بتضييعه الجهاد، وغضب الله عليه بتركه نصرته، وقد قال الله (عزّ وجلّ) في محكم كتابه: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم).[51] (14) الإرشاد: ومن كلامه ـ أى: أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ـ: «معشر المسلمين، إنّ الله قد دلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، وتشفي بكم على الخير العظيم: الإيمان بالله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، والجهاد في سبيله. وجعل ثوابه مغفرة الذنب، ومساكن طيّبة في جنّات عدن. ثمّ أخبركم أنّه: (يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفّا كأنّهم بنيان مرصوص)، فقدّموا الدارع وأخّروا الحاسر، وعضّوا على الأضراس، فإنّه أنبى للسيوف عن الهامّ، والتووا في أطراف الرماح، فإنّه أمور[52] للأسنّة، وغضّوا الأبصار، فإنّه أضبط للجأش وأسكن للقلوب، وأميتوا الأصوات، فإنّه أطرد للفشل وأولى بالوقار.[53]