تزال الخارجة تخرج منهم بعد الخارجة، حتّى تخرج منهم فرقة - أو قال: طائفة – لا يناويهم أحد إلاّ قتلوه - أو قال: ظهروا عليه - قال: فيخرج إليهم رجل منّي - أو قال: من ولدي - فيقتلهم، فلا يخرج منهم بعدها خارجة أبدا».[939] (803) شرح الأخبار: عن عاصم بن كليب، عن أبيه، قال: بينا علي يحدّث الناس بالكوفة وحوله جماعة، إذ وقف عليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، أتاذن لي في الكلام؟فقال: تكلّم. قال: فإنّي خرجت للعمرة، فلقيت عائشة، فقالت لي: ما هؤلاء الذين خرجوا بأرضكم يسمون الحرورية؟ قلت: قوم خرجوا بأرض تسمّى: حروراء، فنسبوا إليها. فقالت: والله لو شاء علي بن أبي طالب لأخبركم بما أخبره به رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنهم. وقد جئتك يا أمير المؤمنين أسألك عن ذلك. فهلّل علي (عليه السلام) وكبّر مرّتين. ثمّ قال: «نعم، دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وليس عنده أحد غير عائشة، فقال: يا علي، كيف أنت وقوم كذا وكذا؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: هم قوم يخرجون من المشرق، يقرأون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فيهم رجل مخدّج كأن يده ثدي امرأة». ثمّ نظر إلى الناس، فقال: «أنشدكم الله، هل أخبرتكم بهم»؟ قالوا: نعم. قال: «فأنشدكم الله، هل أخبرتكم أنّه فيهم، فقلتم: إنّه ليس فيهم، فحلفت لكم أنّه فيهم وإنّي ما كذبت ولا كذّبت، فأتيتموني به تسحبونه كما نعت لكم»؟ قالوا: نعم. صدق الله ورسوله.[940] (804) شرح الأخبار: عن حبيب بن أبي ثابت، قال: أتيت أبا وائل وهو في مسجد حي كذا، فاعتزلناه في المسجد. فقلت: أخبرني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي (عليه السلام)، فيم قاتلوه؟ وفيم استجابوا له حين دعاهم؟ وفيم فارقوه، فاستحل قتال من قاتل منهم؟ قال: كنّا بصفّين، واستمرّ القتل في أهل الشام، فقال عمرو لمعاوية: