لأنّهم بايعوا طائعين غير كارهين، وهي الفئة الباغية كما قال الله تعالى، فكان الواجب على أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهل مكّة، إنّما منّ عليهم وعفا، وكذلك صنع أمير المؤمنين (عليه السلام) بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي (صلى الله عليه وآله) بأهل مكّة حذو النعل بالنعل». قال: قلت: قوله (عزّ وجلّ): (والمؤتفكة أهوى) [916] قال: «هم أهل البصرة، هي المؤتفكة».[917] (784) وسائل الشيعة: عن عبد الله بن سليمان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنّ الناس يروون أنّ علياً (عليه السلام) قتل أهل البصرة وترك أموالهم، فقال:«إنّ دار الشرك يحلّ ما فيها، وإنّ دار الإسلام لا يحلّ ما فيها»، فقال: «إن علّياً (عليه السلام) إنّما منّ عليهم كما منّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أهل مكّة».[918] (785) مستدرك الوسائل: عن موسى بن طلحة بن عبيد الله ـ وكان فيمن أُسر يوم الجمل وحبس مع من حبس من الأُسارى بالبصرة ـ فقال: كنت في سجن علي (عليه السلام) بالبصرة، حتّى سمعت المنادي ينادي: أين موسى بن طلحة بن عبيد الله؟ قال: فاسترجعت واسترجع أهل السجن، وقالوا: يقتلك: فأخرجني إليه، فلمّا وقفت بين يديه قال لي: «يا موسى»، قلت: لبيك يا أميرالمؤمنين، قال:« قل: استغفر الله». قلت: استغفر الله وأتوب إليه، ثلاث مرّات، فقال لمن كان معي من رسله: «خلّوا عنه»، وقال لي: «اذهب حيث شئت، وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح أو كراع فخذه، واتق الله فيما تستقبله من أمرك، واجلس في بيتك»، فشكرت وانصرفت.[919]