الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريق منهم وهم معرضون) [827] فقال علي: نعم، أنا أولى بذلك، بيننا وبينكم كتاب الله. قال: فجاء الخوارج ـ ونحن ندعوهم يومئذ القراء ـ وسيوفهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التلّ؟ إلاّ نمشي إليهم بسيوفنا حتّى يحكم الله بيننا وبينكم؟ فتكلّم سهل بن حنيف، فقال: يا أيّها الناس، اتّهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية ـ يعني الصلح الذي كان بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين المشركين ـ ولو نرى قتالاً لقاتلنا، فجاء عمر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله، ألسنا على الحقّ وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال: «بلى»، قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع، ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟! فقال: «يا ابن الخطّاب، إنّى رسول الله، ولن يضيعني أبداً». قال: فرجع وهو متغيّظ، فلم يصبر حتّى أتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، ألسنا على حقٍّ وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: ففيم نعطى الدنية في ديننا ونرجع، ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟! فقال: يا ابن الخطّاب إنّه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولن يضيّعه أبداً. قال: فنزلت سورة الفتح، قال: فأرسلني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى عمر، فاقرأها اياه، قال: يا رسول الله، وفتح هو؟ قال: «نعم».[828] عن طريق الإماميّة: (712) بحار الأنوار: في سنة خمس كانت غزوة الحديبية في ذي القعدة، وخرج (رسول الله (صلى الله عليه وآله)) في ناس كثير من أصحابه يريد العمرة، وساق معه سبعين بدنة، وبلغ ذلك المشركين من قريش، فبعثوا خيلاً; ليصدّوه عن المسجد الحرام، وكان (صلى الله عليه وآله) يرى أنّهم لا يقاتلونهم; لأنّه خرج في الشهر الحرام، وكان من أمر سهيل