جعل عهده وذمّته أماناً أمضاه بين العباد برحمته والصبر على ضيق ترجو انفراجه خير من غدر تخاف تبعة نقمته وسوء عاقبته، وإيّاك والتسرّع إلى سفك الدماء بغير حلّها، فإنّه ليس شيء أعظم من ذلك تباعة. ولا تطلبنّ تقوية ملك زائل لا تدري ما حظّك من بقائه وبقائك له بهلاك نفسك والتعرّض لسخط ربّك...».[825] (710) بحار الأنوار: روي عن المطّلب: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «من قتل رجلاً من أهل الذمّة حرّم الله عليه الجنّة التي توجد ريحها من مسيرة اثني عشر عاماً».[826] الفرع الرابع أنّ الصلح مع العدوّ قد يكون فتحاً عن طريق أهل السنّة: (711) مسند أحمد: عن أبي وائل قال: قال سهل بن حنيف: اتّهموا رأيكم، فلقد رأيتنا يوم أبي جندل ولو نستطيع أن نردّ أمره لرددناه، والله ما وضعنا سيوفنا عن عواتقنا منذ أسلمنا لأمر يفظعنا إلاّ أسهل بنا إلى أمر نعرفه، إلاّ هذا الأمر، ما سددنا خصماً إلاّ انفتح لنا خصم آخر! عن حبيب بن أبي ثابت، قال: أتيت أبا وائل في مسجد أهله، أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي بالنهروان: فيما استجابوا له، وفيما فارقوه، وفيما استحلّ قتالهم؟ قال: كنّا بصفّين، فلمّا استحرّ القتل بأهل الشام اعتصموا بتلٍّ، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: أرسل إلى علي بمصحف، وادعه إلى كتاب الله، فانّه لن يأبى عليك. فجاء به رجل، فقال: بيننا وبينكم كتاب الله: (ألم تر إلى الذين أُوتوا نصيباً من