وليعة ـ وكان بينهم شحناء في الجاهلية ـ فلمّا بلغ بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه، قال: فخشي القوم، فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: إنّ بني وليعة أرادوا قتلي، ومنعوا الصدقة ! فلمّا بلغ بني وليعة الذي قال عنهم الوليد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالوا: يا رسول الله، والله لقد كذب الوليد، ولكنّه قد كانت بيننا وبينه شحناء، فخشينا أن يعاقبنا بالذي كان بيننا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لتنتهنّ يا بني وليعة، أو لأبعثنّ إليكم رجلا عندي كنفسي، يقتل مقاتلكم ويسبي ذراريكم، وهو هذا خير من ترون» وضرب على كتف علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، وأنزل الله في الوليد بن عقبة: (يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) إلى آخرها.[663] (561) بحار الأنوار:عن صاحب الغارات: لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن ـ فيما علمت ـ أنّ قوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) نزلت في الوليد بن عقبة. وذلك أنّه بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بني المصطلق مصدقاً فأخبر عنهم أنّهم ارتدّوا وأبوا من أداء الصدقة، وذلك أنّهم خرجوا إليه فهابهم ولم يعرف ما عندهم، فانصرف عنهم وأخبر بما ذكرنا، فبعث إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) خالد بن الوليد، وأمره أن يتثبّت فيهم، فأخبروه أنّهم متمسّكون بالإسلام، ونزلت الآية.[664] الفرع الرابع عشر ما جاء في الصفّ للقتال عن طريق أهل السنّة: (562) سنن أبي داود: عن حمزة بن أبي أُسيد، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ حين اصطففنا يوم بدر ـ: «إذا أكثبوكم- يعني: إذا غَشُوكُم- فارموهم بالنبل،