يقول في آخر قوله: «إن شاء الله»، يخفّض بها صوته، وكنت قريباً منه، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّك حلفت على ما فعلت، ثمّ استثنيت، فما أردت بذلك؟ فقال لي: «إنّ الحرب خدعة، وأنا عند المؤمنين غير كذوب، فأردت أن أُحرّض أصحابي عليهم كيلا يفشلوا وكي يطمعوا فيهم، فأفقههم ينتفع بها بعد اليوم إن شاء الله. واعلم أنّ الله (جلّ ثناؤه) قال لموسى (عليه السلام) حيث أرسله إلى فرعون: (فقولا له قولا ليّناً لعلّه يتذكّر أو يخشى) [640] وقد علم أنّه لا يتذكّر ولا يخشى، ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى (عليه السلام) على الذهاب.[641] الفرع العاشر ماجاء في فضل كثرة النفرات في الحرب عن طريق أهل السنّة: (540) مسند الشهاب: عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربع مائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يُهزم اثنا عشر ألفاً من قلّة إذا صبروا وصدقوا».[642] (541) تاريخ مدينة دمشق: عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «يا أكثم بن الجون، اغز مع غير قومك تحسن خلقك وتكرم على رفقائك. يا أكثم بن الجون، خير الرفقاء أربعة، وخير الطلائع أربعون، وخير السرايا أربع مائة، وخير الجيوش أربعة آلاف،ولم يؤت اثنا عشر ألفاً من قلّة».[643]