فإن عرفت خطأه قتلته، ولك الحجّة. فأدخل عليه، فقال: أنا أُحيي الموتى. فركب الملك والناس إلى قبر ابن الملك، وكان قد مات في تلك الأيّام. فدعا رسول المسيح، وأمّن طبيب الملك الذي هو رسول المسيح أيضاً الأوّل. فانشقّ القبر، فخرج ابن الملك، ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه، فقال: يا بنيّ، من أحياك؟» قال: «فنظر، فقال: هذا وهذا. فقاما، فقالا: أنا رسول المسيح إليك; وإنّك كنت لا تسمع من رسله، إنّما تأمر بقتلهم إذا أتوك. فتابع وأعظموا أمر المسيح (عليه السلام)، حتّى قال فيه أعداء الله ما قالوا، واليهود يكذّبونه ويريدون قتله».[165] 122 ـ وعنه (عليه السلام): «أنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) بعث يحيى بن زكريّا (عليه السلام)، في اثني عشر من الحواريّين، يعلّمون الناس وينهاهم عن نكاح ابنة الأُخت». قال: «وكان لملكهم بنت أُخت تعجبه، وكان يريد أن يتزوّجها. فلمّا بلغ أُمّها أنّ يحيى (عليه السلام) نهى عن مثل هذا النكاح، أدخلت بنتها على الملك مزيّنةً. فلمّا رآها سألها عن حاجتها. قالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريّا! فقال: سلي غير هذا. فقالت: لا أسألك غير هذا! فلمّا أبت عليه، دعا بطشت ودعا بيحيى (عليه السلام)، فذبحه. فبدرت قطرةٌ من دمه، فوقعت على الأرض، فلم تزل تعلو حتّى بعث الله بختنصّر عليهم. فجاءته عجوزٌ من بني إسرائيل، فدلّته على ذلك الدم. فأُلقي في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم، حتّى يسكن. فقتل عليها سبعين ألفاً في سنة واحدة، حتّى سكن».[166] 123 ـ أبو جعفر (عليه السلام)، قال: «السابقون أربعةٌ: ابن آدم المقتول، والسابق في أُمّة موسى وهو مؤمن آل فرعون، والسابق في أُمّة عيسى وهو حبيب النجّار، والسابق في أُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام)».[167]