له أبوه: اُنظر. فيقول: لا، لا. ثمّ مرّ عليه بأحدهما بعد جمع كثير، فقال: هذا أحدهما. وأشار بيده إليه. ثمّ مرّ أيضاً بقوم كثيرين، حتّى رأى صاحبه الآخر، فقال: وهذا الآخر». قال: «فقال النبيّ صاحب الرجلين: أمّا أنا، فقد آمنت بإلهكما وعلمت أنّ ما جئتما به هو الحقّ. فقال الملك: وأنا أيضاً آمنت بإلهكما. وآمن أهل مملكته كلّهم».[164] 121 ـ محمّد الحلبيّ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «كان بين داود وعيسى (عليه السلام)أربعمائة سنة وثمانون سنةً، وأنزل على عيسى في الإنجيل مواعظ وأمثالٌ وحدودٌ. ليس فيها قصاصٌ، ولا أحكام حدود، ولا فرض مواريث. وأنزل عليه تخفيف ما كان نزّل على موسى (عليه السلام) في التوراة، وهو قوله تعالى حكايةً عن عيسى: أنّه قال لبني إسرائيل: (وَلاُِحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ). وأمر عيسى من معه ممّن تبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التوراة وشرائع جميع النبيّين والإنجيل». قال: «ومكث عيسى (عليه السلام) حتّى بلغ سبع سنين أو ثمانياً، فجعل يخبرهم بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم. فأقام بين أظهرهم، يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص، ويعلّمهم التوراة. وأنزل الله عليه الإنجيل لمّا أراد أن يتّخذ عليهم حجّةً. وكان يبعث إلى الروم رجلا لا يداوي أحداً إلاّ برئ من مرضه، ويبرئ الأكمه والأبرص; حتّى ذُكر ذلك لملكهم. فأدخل عليه، فقال: أتبرئ الأكمه والأبرص؟ قال: نعم». قال: «أتي بغلام منخسف الحدقة، لم يرَ شيئاً قطّ. فأخذ بندقتين، فبندقهما، ثمّ جعلهما في عينيه ودعا، فإذا هو بصيرٌ. فأقعده الملك معه وقال: كن معي ولا تخرج من مصري. فأنزله معه بأفضل المنازل. ثمّ إنّ المسيح (عليه السلام) بعث آخر وعلّمه ما به يحيي الموتى. فدخل الروم وقال: أنا أعلم من طبيب الملك. فقالوا للملك ذلك. قال: اقتلوه. فقال الطبيب: لا تفعله; أدخله،