فأتى بأبرص، فقال: سلاه أن يشفي هذا. قال: فمسحاه، فبرأ. قال: وأنا أفعل مثل ما فعلتما. قال: فأتى بآخر، فمسحه شمعون، فبرأ. قال: بقيت خصلةٌ، إن أجبتماني إليها آمنت بإلهكما. قالا: وما هي؟ قال: ميّتٌ تحييانه. قالا: نعم. فأقبل على الملك، وقال: ميّتٌ يعنيك أمره؟ قال: نعم، ابني. قال: اذهب بنا إلى قبره، فإنّهما قد أمكناك من أنفسهما. فتوجّهوا إلى قبره، فبسطا أيديهما، فبسط شمعون يديه. فما كان بأسرع من أن صُدع القبر، وقام الفتى، فأقبل على أبيه. فقال أبوه: ما حالك؟ قال: كنت ميّتاً، ففزعت فزعةً، فإذا ثلاثةٌ قيامٌ بين يدي الله باسطو أيديهم، يدعون الله أن يحييني. وهما هذان وهذا. فقال شمعون: أنا لإلهكما من المؤمنين. فقال الملك: أنا بالذي آمنت به ـ يا شمعون ـ من المؤمنين. وقال وزراء الملك: ونحن بالذي آمن به سيّدنا من المؤمنين. فلم يزل الضعيف يتبع القويّ، فلم يبقَ بالأنطاكيّة أحدٌ إلاّ آمن به».[163] 120 ـ أبو حمزة الثماليّ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآية (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) إلى قوله: (إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ)، فقال: «بعث الله رجلين إلى أهل مدينة أنطاكيّة. فجاءاهم بما لا يعرفونه. فغلّظوا عليهما، فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام. فبعث الله الثالث، فدخل المدينة، فقال: أرشدوني إلى باب الملك. قال: فلمّا وقف على باب الملك، قال: أنا رجلٌ كنت أتعبّد في فلاة من الأرض، وقد أحببت أن أعبد إله الملك. فأبلغوا كلامه الملك، فقال: أدخلوه إلى بيت الآلهة. فأدخلوه. فمكث سنةً مع صاحبيه. فقال لهما: بهذا ننقل قوماً من دين إلى دين، لا بالخرق. أفلا رفقتما؟ ثمّ قال لهما: لا تقرّان بمعرفتي. ثمّ أُدخل على الملك، فقال له الملك: بلغني أنّك كنت تعبد إلهي، فلم أزل وأنت أخي، فسلني حاجتك. قال: ما لي حاجةٌ أيّها الملك، ولكن رجلين رأيتهما في بيت الآلهة، فما حالهما؟ قال الملك: هذان رجلان أتياني يُضلاّني عن ديني،