بغير حجّة لله على الناس، منذ يوم خلق الله آدم (عليه السلام) وأسكنه الأرض».[85] 51 ـ أبو الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «لمّا ولد عيسى بن مريم (عليه السلام) كان ابن يوم كأنّه ابن شهرين. فلمّا كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده، وجاءت به إلى الكُتّاب، وأقعدته بين يدي المؤدِّب. فقال له المؤدِّب: قل: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال عيسى (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم. فقال له المؤدِّب: قل: أبجد. فرفع عيسى رأسه، فقال: وهل تدري ما أبجد؟ فعلاه بالدّرّة ليضربه. فقال: يا مؤدّب، لا تضربني إن كنت تدري، وإلاّ فاسألني حتّى أُفسّر لك. فقال: فسّر لي. فقال عيسى: أمّا الألف آلاء الله، والباء بهجة الله، والجيم جمال الله، والدال دين الله. هوّز: الهاء هول جهنّم، والواو ويلٌ لأهل النار، والزاء زفير جهنّم. حُطّي: حُطّت الخطايا عن المستغفرين. كلمن: كلام الله لا مبدِّل لكلماته. سعفص: صاعٌ بصاع، والجزاء بالجزاء. قرشت: قرشهم فحشرهم. فقال المؤدِّب: أيّتها المرأة، خذي بيد ابنك، فقد علم ولا حاجة له في المؤدِّب».[86] 52 ـ إسماعيل بن جابر، قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) كان يبكي بكاءً شديداً. فلمّا أعيت مريم كثرة بكائه، قال لها: خذي من لحا هذه الشجرة، فاجعلي وُجوراً[87]، ثمّ اسقينيه. فإذا سُقي بكى بكاءً شديداً. فتقول مريم: ماذا أمرتني؟ فيقول: يا أُمّاه، علم النبوّة وضعف الصبا».[88] 53 ـ صفوان بن يحيى، قال: قلت للرضا (عليه السلام): قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر (عليه السلام)، فكنت تقول: «يهب الله لي غلاماً». فقد وهبه الله لك، فأقرّ عيوننا، فلا أرانا الله يومك. فإن كان كونٌ، فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر (عليه السلام)، وهو قائمٌ