577 ـ عيسى بن مريم (عليه السلام) قال: «ما مرض قلب بأشدَّ من القسوة، وما اعتلَّت نفس بأصعب من نقص الجوع، وهما زمامان للطرد والخذلان».[684] 578 ـ عليِّ بن حديد، رفعه، قال: «قام عيسى بن مريم خطيباً في بني إسرائيل، فقال: يا بني إسرائيل، لا تأكلوا حتَّى تجوعوا، وإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا، فإنَّكم إذا شبعتم غلظت رقابكم، وسمنت جنوبكم، ونسيتم ربَّكم».[685] 579 ـ جميل بن صالح، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):... إنَّ عيسى بن مريم (عليه السلام) قام في بني إسرائيل، فقال: يا بني إسرائيل، لا تحدِّثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم، الأمور ثلاثة: أمر تبيَّن لك رشده، فاتَّبعه، وأمر تبيَّن لك غيُّه، فاجتنبه، وأمر اختلف فيه، فردَّه إلى الله عزَّوجلَّ».[686] 580 ـ عيسى (عليه السلام) قال: «بحقٍّ أقول لكم: كما نظر المريض إلى الطعام فلا يلتذُّ به من شدَّة الوجع، كذلك صاحب الدنيا، لا يلتذُّ بالعبادة ولا يجد حلاوتها، مع ما يجده من حلاوة الدنيا. بحقٍّ أقول لكم: كما أنَّ الدابَّة إذا لم تركب وتمتهن تصعَّبت وتغيَّر خلقها، كذلك القلوب إذا لم ترقَّق بذكر الموت وبنصب العبادة تقسو وتغلظ. وبحقٍّ أقول لكم: إنَّ الزقَّ إذا لم ينخرق يوشك أن يكون وعاء العسل، كذلك القلوب إذا لم تخرقها الشهوات أو يدنِّسها الطمع أو يقسِّها النعيم، فسوف تكون أوعية الحكمة».[687] 581 ـ منصور بن حازم، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام)، قال: «كان عيسى بن مريم (عليه السلام)يقول لأصحابه: يا بني آدم، اهربوا من الدنيا إلى الله، وأخرجوا قلوبكم