وصلّيتم حتّى تكونوا أمثال الأوتاد، وجرى من أعينكم الدموع أمثال الأنهار، ما أدركتم ما عند الله إلاّ بورع صادق».[636] 531 ـ عيسى (عليه السلام) قال: «إنّه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنّة».[637] 532 ـ ابن عمر، قال: قال عيسى بن مريم: «يا معشر الحواريّين، كلوا خبز الشعير، واشربوا ماء القراح، واخرجوا من الدنيا سالمين آمنين. بحقٍّ ما أقول لكم: إنّ حلاوة الدنيا مرارة للآخرة، وإنّ مرارة الدنيا حلاوة الآخرة، وإن عباد الله ليسوا بالمتناعمين، فإنّ بحقٍّ أقول لكم: وإن شرّكم عالم يؤثر هواه على علمه، يودّ أنّ الناس كلّهم مثله، ما أحبّ إلى عبيد الدنيا أن يجدوا معذرة، وأبعدهم منها لو كانوا يعلمون».[638] 533 ـ عيسى (عليه السلام): أنّه مرّ على خنزير، فقال ما معناه: «أنعم صباحاً». فقيل له في ذلك، فقال: «إنّما ذلك لأعوّد لساني الكلام الحسن».[639] 534 ـ حسّان بن عطية، قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام): «اعلموا ـ يا معشر الحواريّين ـ إنّ النظر إلى القبور عظة، وإلى الموتى عبرة، وإلى أهل الدنيا رحمة».[640] 535 ـ الفضيل بن العبّاس، قال: مرّ عيسى (عليه السلام) بجبل بين نهرين: نهر عن يمينه، ونهر عن يساره، ولا يدري من أين يجيء هذا الماء، ولا إلى أين يذهب... قال: أما الذي يجري عن يساري فمن دموع عيني اليسرى. قال: «ممّ ذاك»؟ قال: خوف من ربّي أن يجعلني من وقود النار. قال عيسى: «فأنا أدعو الله عزّوجلّ أن يهبك لي» فدعا الله، فوهبه له. فقال عيسى: «قد وهبت لي». قال: فجاء منه الماء حتّى احتمل عيسى، فذهب به. قال له عيسى: «اسكن بعزبة الله، فقد استوهبتك من ربّي، فوهبك