وما طوبى؟ قال: شجرةٌ في الجنّة، تحتها عينٌ، مَن شرب منها شربةً لم يظمأ بعدها أبداً. قال عيسى: يا ربّ، اسقني منها شربةً. قال: كلاّ، يا عيسى. إنّ تلك العين محرّمةٌ على الأنبياء، حتّى يشربها ذلك النبيّ; وتلك الجنّة محرّمة على الأُمم، حتّى يدخلها أُمّة ذلك النبيّ».[539] 437 ـ أبو بصير، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام)، قال: «كان في ما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى بن مريم (عليه السلام) أن قال له: يا عيسى، أنا ربّك وربّ آبائك اسمي واحد، وأنا الأحد المتفرّد بخلق كلّ شيء وكلّ شيء من صنعي، وكلّ خلقي إليّ راجعون».[540] 438 ـ عليّ بن أسباط، عنهم (عليهم السلام)، قال: «في ما وعظ الله عزّ وجلّ به عيسى (عليه السلام): يا عيسى، أنت المسيح بأمري، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني، وأنت تحيي الموتى بكلامي; فكن إليّ راغباً ومنّي راهباً، ولن تجد منّي ملجأ إلاّ إليّ. يا عيسى، أوصيك وصيّة المتحنِّن عليك بالرحمة، حتّى حقّت لك منّي الولاية بتحريك منّي المسرّة; فبُوركت كبيراً وبُوركت صغيراً حيث ما كنت. أشهد أنّك عبدي ابن أمتي، أنزلني من نفسك كهمّك، واجعل ذكري لمعادك، وتقرّب إليّ بالنوافل، وتوكّل عليّ أكفك، ولا توكّل على غيري، فأخذلك. يا عيسى، اصبر على البلاء، وارضَ بالقضاء، وكن كمسرّتي فيك، فانّ مسرّتي أن أُطاع فلا أُعصى. يا عيسى، أحيي ذكري بلسانك، وليكن ودّي في قلبك. يا عيسى، تيقّظ في ساعات الغفلة، واحكم لي لطيف الحكمة. يا عيسى، كن راغباً راهباً، وامت قلبك بالخشية. يا عيسى، راع الليل لتحرّي مسرّتي، واظمئ نهارك ليوم حاجتك عندي. يا عيسى، نافس في الخير جهدك، تُعرف بالخير حيثما توجّهت. يا عيسى،