أمثال: (الذي حاجَّ إبراهيمَ في رَبِّه) ([39])، والإصرار على تحمّل الصعاب، وحتّى حرارة نيران العدوّ الجبّار في سبيل تحقيق الأهداف الكبرى وتحكيم شريعة الله في الأرض، وحينئذ يصبح المسلم اُمّةً كما كان إبراهيم (عليه السلام) اُمّة، وكما وصف الإمام الخميني (قدس سره) المرحومَ آية الله البهشتيّ بأنّه: كان اُمّة لوحده; ذلك لأنّه سلك طريق إبراهيم (عليه السلام). ولابدّ هنا أنْ نشير إلى قول الإمام الصادق (عليه السلام) وهو يتحدّث عن إحدى حِكَم السّعي فيقول: «ما من بقعة أحبّ إلى الله من المسعى; لأنّه يُذلّ فيه كلّ جبّار» ([40]). نعم، تُذلّ الجبابرة، إذ تسعى حفاةً أو تشبه الحفاة، وليس عليها سوى ثوبين، وتُرمَّل في بعض المسير، ممّا يكسر هيبتها وجلالها الزائفين. (هـ) الوقوف بعرفة والمزدلفة: ولايكاد الإنسان يحصي سموَّ المعاني التي تصبّ في شعور الإنسان المسلم هناك... حيث يقف كلُّ ممثّلي الأرض على صعيد واحد، وبلباس واحد، يقولون قولاً واحداً، ويشهدون موقفاً واحداً، كلّ لحظة فيه مشروطة بقصد القربة. وما يمكن أنْ نشير إليه من المعاني التي تصبّ في المسلم وعياً وعاطفةً وسلوكاً وهي: وحدة الاُمّة المسلمة، وعظمة الإسلام الذي جمع كلّ هذه الأقوام على صعيد واحد، وتذكّر القيامة وعرصاتها، وبعد كلّ ذلك: الشعور بالحياة الخالصة لله تعالى دون أنْ يشوبها طمعٌ أو غشٌّ أو كذبٌ أو ما إلى ذلك. إنّ من يعي ذلك اليوم ينسى كلّ شيء في وجوده إلاّ الله، وإذا كان كذلك فإنّه يكون قد امتلك كلَّ شيء، وتذكَّر كلَّ شيء حتّى نفسه، ولم يَعُد في زمرة مَنْ (نَسُوا الله