أجدهم، فأنتم أولى بأمركم، فاختاروا له من أحببتم »([94])، ثمّ آوى إلى بيته ومضت شؤون الدولة على حالها حتّى مات بعد ثلاثة أشهر([95])، وله مع هذا منافس قوي كعبد الله بن الزبير([96]) بالحجاز. فلا وجه للمفاضلة بين الحسين بن علي ويزيد بن معاوية... ورأي معاوية وأعوانه في هذا أسبق من رأي الطالبيين وخصوم الأُمويين، فقد تردّدوا كثيراً قبل الجهر باختيار يزيد لولاية العهد وبيعة الخلافة بعد أبيه، ولم يستحسنوا ذلك قبل إزجائهم النصح إلى يزيد غير مرّة بالإقلاع عن عيوبه وملاهيه. ولمّا أنكر بعض أولياء معاوية جرأة الحسين عليه في الخطاب، وأشاروا عليه أن يكتب له كتاباً « يصغّر إليه نفسه »، قال: « وما عسيت أن أعيب حسيناً ؟ والله ما أرى للعيب فيه موضعاً »([97]). * * *