التي لا أمل لهم في الغلبة بها، وصاح عمر بن الحجّاج برفاقه: ـ « أتدرون من تقاتلون ؟.. تقاتلون فرسان المصر وقوماً مستميتين.. لايبرز إليهم منكم أحد، فإنّهم قليل.. لو لم ترموهم إلاّ بالحجارة لقتلتموهم ». فاستصوب عمر بن سعد مقاله، ونهى الناس عن المبارزة([430]). فلمّا برز عابس بن أبي شبيب الشاكري([431]) بعد ذلك وتحدّاهم للمبارزة، تحاموه لشجاعته ووقفوا بعيداً منه. فقال لهم عمر: ـ « ارموه بالحجارة ». فرموه من كلّ جانب.. فاستمات وألقى بدرعه ومغفره وحمل على من يليه، فهزمهم وثبت لجموعهم حتّى مات([432]). وعجزت خيل القوم ـ مع كثرتها ـ عن مقاومة خيل الحسين، وهي تنكشف كلّ ساعة عن فارس قتيل.. فبعث عروة بن قيس مقدّم الفرسان في جيش ابن زياد يقول لعمر ابن سعد: «ألا ترى ما تلقى خيلي هذا اليوم من هذه العدّة اليسيرة ؟ ابعث إليهم الرجال والرماة»، فبعث إليه بخمس مائة من الرماة وعلى رأسهم الحصين بن نمير، فرشقوا أصحاب الحسين بالنبل حتّى عقروا الخيل وجرحوا الفرسان والرجال([433]).