وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الملائكة المقرّبون، وهم ممّا يأتي من يوم القيامة وأهوالها آمنون، دار لا يتغيّر فيها النعيم، ولا يزول عن أهلها. يا بن مريم، نافس فيها مع المنافسين، فإنّها أُمنية للمتمنّين حسنة المنظر. طوباك يا بن مريم إن كنت لها مع العاملين، مع آبائك آدم وإبراهيم، في حياة ونعيم، لا تبغي لها بدلا ولا تحويلا، كذلك افعل بالمتقين. ياعيسى، اهرب إليّ مع من يهرب من نار ذات لهب، ونار ذات أغلال وأنكال، لايدخلها روح ولا يخرج منها غمّ أبداً، قطع كقطع الليل المظلم، من ينجُ منها يفُز، ومن لم ينجُ أنكل مع الهالكين، هي دار الجبارين والعتاة والظالمين، وكلّ فظّ غليظ، وكلّ مختال فخور. يا عيسى، بئست الدار لمن ركن إليها، وبئس القرار دار الظالمين، إنّي أُحذّرك نفسك، فكن بي خبيراً. يا عيسى، كن حيث ما كنت مراقباً لي، واشهد عليّ أنّي خلقتك، وأنّك عبدي وأنّي صوّرتك، وإلى الأرض أهبطتك. يا عيسى، لايصلح لسانان في فم واحد، ولاقلبان في صدر واحد، وكذلك الأذهان[446]. ] 242[ وروى الكليني في الكافي بإسناده عن الصادق (عليه السلام) قال: فيما قال الربّ في مناجاته لنبيّه عيسى بن مريم (عليه السلام): يا عيسى بن مريم، لا تستيقظنّ عاصياً، ولا تستنبهنّ لاهياً، وافطم نفسك عن الشهوات الموبقات، وكلّ شهوة تباعدك مني فاهجرها، واعلم انّك منّي بمكان الرسول الأمين، فكن منّي على حذر. واعلم أنّ دنياك مؤدّيتك إليّ، وانّي آخذك بعلمي، فكن ذليل النفس عند ذكري، خاشع القلب حين تذكرني، يقظاناً عند نوم الغافلين. يا عيسى، هذه نصيحتي ايّاك، وموعظتي لك، فخذها منّي وإنّي ربّ العالمين: يا عيسى،