وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

] 239[ وروى الكليني عن أبي عبدالله (عليه السلام) في مناجاة الله عزّ وجلّ لعيسى بن مريم (عليه السلام): طوبى لك يا ابن مريم، ثم طوبى لك إن أخذت بأدب إلهك الذي يتحنّن عليك ترحّماً، وبدأك بالنعم منه تكرّماً، وكان لك في الشدائد، لا تعصه يا عيسى، فإنّه لا يحلّ لك عصيانه، قد عهدت إليك كما عهدت إلى من كان قبلك، وأنا على ذلك من الشاهدين. يا عيسى، ما أكرمت خليقةً بمثل ديني، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي[443]. ورواه الصدوق في أماليه عن الصادق (عليه السلام)، بمثله، وزاد في آخره: «يا عيسى، اغسل بالماء منك ما ظهر، وداو بالحسنات ما بطن، فإنّك إلى راجع، يا عيسى، شمّر، فكلّ ما هو آت قريب، واقرأ كتابي وأنت طاهر، واسمعني منك صوتاً حزيناً»[444]. ] 240[ وفي الكافي روى بمثل هذه الزيادة قال: قال الصادق (عليه السلام) في مناجاة الربّ جلّ جلاله له: يا عيسى، أعطيتك ما أنعمت عليك فيضاً من غير تكدير، وطلبت منك قرضاً لنفسك، فبخلت به عليها لتكون من الهالكين. يا عيسى تزيّن بالدين وحبّ المساكين، وامشِ على الأرض هوناً، وصلِّ على البقاع، فكلّها طاهر، يا عيسى، شمّر فكلّ ما هو آت قريب... إلى آخر ما رواه الصدوق آنفاً [445]. ] 241[ وروى ورّام في كتابه عن الصادق (عليه السلام) قال: فيما وعظ الله به عيسى (عليه السلام): يا عيسى، ما خير في لذاذة لا تدوم، وعيش عن صاحبه يزول. يا عيسى بن مريم، لو رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصالحين، ذاب قلبك، وزهقت نفسك شوقاً إليه، فليس كدار الآخرة دار، تجاور فيها الطيبّين، وتدخل عليهم فيها