الطبرسي صاحب كتاب التفسير المعروف بـ (مجمع البيان)، ومحمد بن الحسن نصير الدين الطوسي الذي كان له الفضل الكبير في المحافظة على العلم والعلماء من جميع المذاهب والتراث الإسلامي لجميع المذاهب الإسلامية في زمن الهجوم الوحشي الثاني للمغول على العالم الإسلامي بقيادة هولاكو. والحسن بن يوسف بن المطهر المعروف بالعلامة الحلي الذي كان له دور كبير في أحياء الفقه المقارن والحوار المذهبي العلمي، والشهيدان الأول والثاني اللبنانيان: محمد بن جمال الدين مكي العاملي وزين الدين الجبعي العاملي، اللذين ذهبا ضحية الـتآمر الطائفي لما كان يتمتعان به من روح الحوار والتقريب والتسامح المذهبي. والشيخ بهاء الدين محمد بن عبد الصمد العاملي المعروف بالشيخ البهائي والسيد مهدي بن صالح الطباطبائي المعروف بـ (بحر العلوم) والشيخ جعفر بن خضر الجناحي المعروف بـ (كاشف الغطاء) والسيد ميرزا حسن الشيرازي المعروف بالمجدد الشيرازي الكبير صاحب قضية تحريم التنباك المعروفة، وغير هؤلاء عديدون ممن يمثلون أدواراً مهمة في تاريخ المرجعية ويحظون باحترام خاص متميّز في أوساطها وأوساط أتباع أهل البيت عليهم السلام. وقد كانت أدوارهم في مجال التقريب والاحترام للرأي والاجتهاد الآخر والموقف المخالف تتراوح بين: الحوارات التي كانوا يعقدونها بصورة علمية مضبوطة محفوفة بالاحترام المتبادل، وتأليف كتب الفقه أو التفسير أو الحديث المقارن، أو الاستفادة والأخذ والعطاء من علماء المذاهب الأخرى أو الإفادة والعطاء لهم، أو الحماية والإسناد والمحافظة على وجودهم وتراثهم وجماعتهم، أو الإصلاح بين الحكام من المذاهب المتعددة عندما يختلفون لتجسيد الموقف الواحد أمام أعدائهم، أو في رعاية أمتهم الإسلامية، أو تحقيق الوحدة الإسلامية في إطار الموقف الواحد للأمة تجاه قضاياها المصيرية. ولاشك أن تناول هذا الموضوع التاريخي وإن كان موضوعاً هاماً ولكنه يحتاج إلى بحث واسع لا مجال له في مقالنا هذا، وإنّما أحاول هنا أن أذكر بعض النماذج والأمثلة لتوضيح هذه الفكرة بمقدار ما يرتبط بموضوع مؤتمرنا القائم، من خلال تناول محورين للحديث: