وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الله. إن هذه الدنيا دنيا هارون الرشيد كلـّفته أن يسجن موسى بن جعفر، هل وضعت هذه الدنيا أمامنا لكي نفكّر بأننا أتقى من هارون الرشيد؟!..([152]). إن هذه المقاطع من خطبة الصدر لو عرضناها سريعاً على مسبار النقد خرجنا بعدة نتائج: الأول: إن الخطبة لدى الصدر الشهيد كانت تعتمد أسلوب الخطابة الحديثة، وليست مقتصرةً على النمطية الخطابية القديمة مع عراقتها عربياً وتنوعها، كما يبدو ذلك جلياً من خلال تطورات الخطابة بعد ظهور الإسلام وبروز خطباء مصقعين كالرسول الأعظم(ص) والامام علي(ع) ، ثم أصبحت لها بعد نهضة العرب والمسلمين في الفترة المتأخرة المميزات والتطّلع معاً، ولذلك )تمتاز الخطابة الحديثة بسعتها وتنوّع موضوعاتها وحرية أسلوبها، وسمات أفرزها الواقع والتحدي، فبعد أن كانت قبل النهضة ضيقة النطاق تغلب عليها الصناعية ويسودها الإسفاف والتكـلـّف المستهجن أصبحت واسعة المجال تجري في طريق التعبير المرسل الحر(([153]). الثانية: تمكّنه من شروط الخطابة وآدابها المقررة، إلى حد أنها كانت واضحة في خطبه المرتجلة دون أن يكون فيها أي تكلّف أو تشنّج أو تهافت وكأنها إحدى سجاياه التي طُبع عليها، مع أنّ مضماره هو مضمار البحث العلمي والدراسات الفقهية والأصولية والفكرية والعميقة جداً. وهذا نمط مختلف عن فضاءات الخطبة التي تخاطب الجماهير ببساطة، وتحاول التأثير بهم ورفع مستوياتهم بوضوح ومباشرة سطحية بعض الأحيان.