وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لنأخذ مثالاً على ذلك قوله: (إن الإنسان الأوروبي ينظر إلى الأرض دائماً لا إلى السماء، وحتى المسيحية بوصفها الدين الذي آمن به هذا الإنسان مئات السنين ترفع نظره إلى السماء، استطاع هو أن يستنزل إله المسيحية من السماء إلى الأرض، ويجسّده في كائن أرضي(([129]). فهذه الاقتناصة الرائعة - على اقتضابها – شاهدة على عمق النظرة التحليلية لدى السيد الشهيد الصدر، ودالّة على مدى وضوح الرؤية الفكرية عنده، وعلى المقدرة التنظيرية الفائقة لديه، كل ذلك بأقل كلام وأدل استنتاج، وبأيسر جُمَل وأبسط ألفاظ. على أن أروع اقتناص كان في قوله المبدع: (استطاع أن يستنزل إله المسيحية من السماء إلى الارض(، ففي هذه الجملة القصيرة تمكّن ببراعة من أن ينقد وينتقد ويقوّم مسيرة شعوب كثيرة، وواقع ديانة هي أوسع الديانات أنصاراً في أكثر أصقاع الأرض. وأمثال هذه كثيرة في كتاباته رضوان الله عليه. ثالثاً: اختصاره وإيجازه الدقيق للمطالب العلمية كل من قرأ نتاجات الصدر وجد الاختصار الدقيق للمطالب العلمية المتشعّبة والمضنية في قواعد سهلة مقتضبة، لكنها معبّأة علمياً وفكرياً. ومما لا يتنازع عليه اثنان أن القارئ العادي لأغلب الكتابات الفكرية يجد كثيراً من العنت والمشقة والتشتت الذهني وعدم الاستيعاب بسبب جفاف الطرح الفكري وضحالة اللغة المؤثّرة وغياب الأسلوب الجذّاب، ثم تلك التشعبات والتداخلات التي تستهلك وقت القارئ وجهده، أمّا السيد الصدر في كتاباته الفكرية العلمية الراكزة التي تتبنى أًعتى المدارس في الفكر الاقتصادي – مع كثرة تنظيراتها