وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وباندلاع الحروب في أوربا واتساع الحركة الاستعمارية تبددت الآمال في قدرة العالم وحده لخلق معجزة السعادة البشرية فظهر (كانت) (1724 – 1804م) ليوفق بين نظرية التقدم ونظرية العناية الإلهية، غير أنه أطلق على العناية الإلهية اسم (الطبيعة) كي يبتعد عن تبعة سمعة الكنيسة، ورأى أن روح العدوان والحروب ستستمر في البشرية ولا يمكن اسئصالها لكنها تتجه بمجموعها إلى غاية مرسومة (وأن الصراع من أجل الوجود ليس كله شراً، وبالرغم من ذلك فسرعان ما يدرك البشر أن هذا الصراع يجب حصره داخل حدود معينة، وأن تنظمه القواعد والعادات والقوانين، وهنا يكمن أصل تطور المجتمع المدني)([86]). وأكد (أن الافراد حتى لو بدا منهم أنهم يتصرفون وفق إرادتهم، فإنهم يحققون هدف الطبيعة المجهول) ([87]). ويلاحظ في آراء كانت فكرة الغائية في مسيرة البشرية وارتباط هذه الغائية بأهداف ميتافيزيقية مجهولة، وضرورة الصراع للدفاع عن الوجود، وهذا الصراع هو أساس كل نمو في البشرية([88]). ولعل الماركسية كانت أشهر نظرية في تفسير التاريخ، غير أن المسألة العلمية والكشف الموضوعي عن واقع حركة التاريخ لم يكن يهم الماركسية، بل كان المهم فيها الدفاع عن الطبقة المسحوقة من المجتمعات في ظل طغيان الرأسمالية، ولذلك انتشرت الفكرة في البلدان المستضعفة التي شعرت فيها الشعوب بالظلم والحيف. ولا تستحق الماركسية أن نقف عند تفسيرها العلمي للتاريخ، فهي أساساً متحيزة للطبقة الكادحة وحزبية([89])، وكل دراساتها تنحو هذا المنحى.