وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عليه، وانتهت السفارات بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعاهدة صلح نصت على: (وضع الحرب عشر سنين، وأن يأمن الناس بعضهم من بعض، وأن يرجع عنهم عامة ذلك، حتى إذا كان العام المقبل قدمها، وخلوا بينه وبين مكة، فأقام بها ثلاثاً، وأن لا يدخلها إلاّ بسلاح الراكب، والسيوف في القرب، وأن مَنْ أتانا مِن أصحابك لم نرده عليك، ومن أتاك من أصحابنا رددته علينا، وأن بيننا وبينك عيبة مكفوفة([117])، وأنه لا إسلال، ولا إغلال).([118]) تم العهد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش وهو واثق بنصر الله له وتأييده، وأن العاقبة له، بيد أن بنود المعاهدة وشروطها ليست متكافئة مما آثار حفيظة المسلمين، ودار فيما بينهم حوار وشجار، قبلوا ما قبلوا على مضض طاعة لله ورسوله، لأجرم أن مستقبلات الأحداث ومآلاتها أثبتت أنها كانت هي الفتح والنصر للمسلمين؛ جاءت بشائر هذا النصر سريعة لدى مرجعه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في آيات خالدة تتلى على مر الزمان، لتعيد للمسلمين ثقتهم بنصر الله عز وجل: (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً، وينصرك الله نصراً عزيزاً).([119]) (فقد كانت مقدمة الفتح الأعظم الذي أعز الله به رسوله وجنده، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، فكانت هذه الهدنة باباً له، وموذناً بين يديه). تبيين للمسلمين فيما بعد أن هذه الهدنة كانت من أعظم الفتوح، فإن الناس أمن بعضهم بعضاً، واختلط المسلمون بالكفار، وبادؤوهم بالدعوة، وأسمعوهم القرآن، وناظروهم على الإسلام جهرة آمنين، وظهر من كان مختفياً بالإسلام، ودخل فيه في مدة الهدنة من شاء الله أن يدخل، من أجل هذا سماه الله عز وجل