وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أيها السادة: إن تصنيف العالم الإسلامي اليوم إلى سنة وشيعة لم يعد تصنيفاً دقيقاً، والمطلوب الآن إدراك المدارس الفكرية الأخرى التي نشأت في المجتمع الإسلامي، وربما تم تكفيرها أو تفسيقها في مرحلة من المراحل، ولكنها اليوم طورت مفاهيمها وتداركت نقصها وأصبحت أكثر جهوزية للدخول في جنة الجماعة التي أسسها الرواد الأوائل لمثل هذا اللقاء العظيم. إنني سعيد بأن أطرح على مؤتمرنا الكريم توفير آلية حقيقية لفتح حوار جاد مع التيارات العلمانية في العالم الإسلامي، وتمييز التيارات العلمانية التي طورت نفسها وتمسكت بإيمانها من تلك التيارات التي وقف موقفاً عدائياً من الفقه الإسلامي. علينا أن نتجاوز التفكير الذي كان سائداً في الستينات والسبعينات من القرن الماضي والذي كان يصبغ علاقات التيارات السياسية في العالم الإسلامي بالحدود الدموية، حين كانت كلمة علماني ترادف كلمة كافر، وفي المقابل كان العلمانيون يستخدمون تعبير الظلاميين والرجعيين على أولئك الذين يريدون أن يبعثوا الفقه الإسلامي في الحياة كمعلم هدى ونور وبر وخير. إن العلمانية تعاني من توصيف حاسم لخيارها الأيديولوجي، ولكن قراءة سريعة للمشهد الثقافي والسياسي في العالم الإسلامي يجعلك تدرك إلى أي مدى يمكن أن يكون التقارب واقعياً مع تيارات كثيرة لا يمكن التعبير عنها بأنها سنة ولا شيعة، ثمة أحزاب كبرى في العالم الإسلامي تنهج نهجاً علمانياً في الحياة ولكنها شديدة الشوق والتوق إلى السمو الروحي، والهدى الرباني الذي جاء به الإسلام، حزب نهضة العلماء في أندونيسيا يزيد أعضاؤه عن ثلاثين مليون مسلم، وحزب عوامي في باكستان، والرفاه والتنمية والعدالة في تركيا، والأمة في